كل سنة وكل الناس بخير، واللى ماحققش أحلامه اللى من السنة اللى فاتت، اللى هى أصلا معاه من قبل اللى فاتت ، يحققها السنة الجاية أو اللى بعدها.. ربنا كبير !
إياكم والنسيان .. فقد قال عالم النفس فرويد إننا ننسى نصف الحلم بعد الاستيقاظ بخمس دقائق؛ وننسى تسعين بالمائة منه بعد عشر دقائق. وهكذا الحياة نسيان فى نسيان !
وإياكم والتشاؤم .. فقد قال الأديب الأيرلندى الساخر الحائز على جائزة نوبل برنارد شو : المتفائل والمتشائم كلاهما ضروريان فى الحياة: فالأول صنع الطائرة ؛ والثانى صنع الباراشوت!
وللعواجيز أمثالى .. صحيح أن الشيخوخة مثل الحب (مهما حاولت) لايمكنك إخفاؤها أبدًا. ولكن مرة سألوا الممثل الأمريكي الشهير روبرت دي نيرو ؛ وكان ذلك من حوالى 20 عامًا: الآن وقد بلغت الستين ماذا ستفعل؟ وأجاب فوراً دون تفكير: سأبدأ حياتي.
وعاش دى نيرو حياته بالطول والعرض؛ ورزق بمولوده السابع وهو فى التاسعة والسبعين !
والإجابة صادمة خاصة عندى وعندك ؛ ممن بلغوا أو تخطوا الستين ؛ أو هم على أعتابها ؛ ويرون أنها حسن الختام ؛ أو بداية الطريق للقاء رب كريم.
فالحياة تساوى ..
وهناك قصة لجابرييل جارسيا ماركيز..تحكى عن شخص ألقى بنفسه من الدور العاشر ، وأثناء سقوطه رأى عبر النوافذ حيوات جيرانه الخاصة ومآسيهم وعلاقات الحب ولحظات السعادة والتفاصيل اليومية الصغيرة . وفى اللحظة التى تهشم فيها رأسه، غيّر نظرته للحياة التى هجرها منتحرا ؛ والتى رآها ولكن بعد فوات الأوان؛ بأنها تستحق أن تعاش !
وذاق الفيلسوف اليونانى سقراط الذى عاش حياته بالطول والعرض الأمرّين فى حياته الزوجية. وعندما سألوه ولماذا تزوجت أجاب: حتى أتدرب على الجدل ، ومع ذلك كان ينصح تلاميذه بالزواج ، فإذا رُزقوا بزوجات حكيمات مخلصات ، صاروا سعداء . وإذا منحتهم الأقدار زوجات شريرات ، صاروا فلاسفة !
------------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]
